كما في الشِّعر وأغراضِه كانَ عطاءُ زهير ميرزا ثَرّاً، وقريحتُه فيَّاضةً ، كانَ للنَّثرِ نصِيبٌ لا يُستَهانُ به في تُراثِه، رَحِمَهُ الله، تناولَ فيه ضُروبَ النَّثر؛ بيْنَ القِصَّةِ والمَقالةِ والخَاطِرةِ والدِّراسَةِ الأدبيَّةِ بالإضافةِ إلى المراسلاتِ مع أدباءَ وشخصيّاتٍ ممَّنْ عَاصرَهم.
فحِينَ نقرأُ القِصَّةَ نجِدْه قد سبرَ أغوارَ شخوصِها، كما في قصَّةِ “بائِعة”، في حبكةٍ مُحْكَمةٍ. وأبْدى رأيَه في قضايا الأدبِ والمجتمعِ وفيما يدورُ حولَه، فكتبَ المقالةَ ، الأدبيَّةَ والاجتماعيَّةَ وغيرَها، والتي نُشِرَ بعضُها في حينِهِ في الصُّحفِ والدوريَّات ذاتِ الصِّلة. كما وقفَ عندَ أعمالِ أدبَاءَ ، فتناولَها دارِساً ناقداً، على غِرارِ الدراسة الأدبيَّةِ لرِثاءِ الزَّعيمِ سَعْد زغلول بيْنَ أميرِ الشَّعراءِ أحمد شَوقي وشَّاعرِ النيلِ حافِظ إبراهيم.
ومعَ خاطرةٍ من خواطِرِه ساقَها بقليلِ العباراتِ، وتركيزِ الفكرَة، نتعرَّفُ نموذجاً من نماذجِ فنونِ النَّثر التي كانَ له فيها فَرَسُ سَبْقٍ في مِضْمارِ أدبِه، وإبداعِه، في مقولتِه الوجدانيّة الرائعة:
“لو أنَّ ما نملِكُه من المحبَّةِ نوزِّعُه على أجزاءِ جَسَدِنا، لازْدهرَ كيانُنا مجموعاً، وتمتَّعَ بالنَّشوةِ الخالدة!”
هذا هو الأدبُ والفِكْرْ الذي أعطاهُ الشَّاعرُ خلالَ سَنواتٍ قليلةٍ مِن حَياتِه ، فتَرَكَ تُراثاً طيّبَ الذِّكْرِ خالداً.