نفس
غريب
حسرة
بقية
الألم
أزهار الحزن
يأمر الله بالهوى
الأجراس
سألته أين أنا
مساء من خريف
سَلْهُ علَّــه
نهاية
إلهي
ذكريات
ثـمالــة حـلــم
شاعر يحتضر
الميلاد الخالد
اسأليني عن شبابي
نحن في الدنيــا
نورانية
إبليس
مأتم الفجر
أزهار الحزن
دمشق منتصف ليل 1949/7/18
الدهـــــرُ غــــــدّار و النـاس أطــــوارُ
و الحــــب ظـــــلّام و اللــــيل ستّـــــارُ
و القلبُ في آهاته نارُ
أدعو حبيب الروحْ و لــوعتي منــــــه
و في الفؤاد جروحْ تســــألني عنـــــــه
ليلي له . و اليأس أوتارُ
في الكـــــــــأس آلام يبعثهــــا القلــــبُ
و اللـــيل أحــــــــلام يخلقـهــا الحُــــبُّ
و الحزن في البستان أزهارُ
لي قـلـــبيَ البـــــاكي أحيـا بـه وحــــدي
شــــكواي للشــــاكي كالقرب في البعد
كنْ لي . ففي الدنيا لنا دارُ
الألم
مجلة الأديب – العدد 9 – تاريخ 1 إيلول 1944
نعستْ مـقلتي فـقـومي إلى الضـوء ، وأفني شعـاعــه وضرامــــــهْ
واطمري الموقـــدَ المحشــرجَ في التــوِّ ، وغنّي لــراهبي أنغـامـه
وأزيحي عـن الكـرى فضلـةَ الثـوب ، لعــلّ الهــلال يرمي سهـامــــه
ثم نوبي منـاب مُلهمتي الشعـرَ، وصـوغي مـن الخيـــال حمامـــه
ودعيـهـا تتيـه في روضــة القلب ، لتجلـو ألحـانـهـا آلامَـــــــــــــــه …
أو لتذكي في بعضها حُرقةَ الأمس ، فذكرى الشقاء ، كأس مدامه
أبـــداً منيع الخلـود مـن البؤس، وكـأس الآلام، تُحيي عظامــــه !.
ومن اليأس ، فاسقني جرعـةَ المرِّ، فدنيـا الآلام ، دنيـا الوسامــه
مــا بكـى الشــاعـرُ الليــالي إلا كـي تغــذّي دمــوعــه إلهــامَــــه !!..
دمعــةٌ فُجّــرت مـن الصخر الصلـدِ ، ففيها مـن الصفـاء عـلامـــه
كـم يديـرُ الكــؤوسَ ، يُترعـهـا الشعـرَ نميراً ، وكـم يُطفّف جـامــه
ثم يسقيه للزمان وفيه رغباتٌ ، لعــل تُطـفي أوامـــه
سكر الدهـر سكـرة مـن حميّـــاه ، فأذكـى خـلــوده للقيــامــــه !!.
بقية
إلى توفيق الحكيم
هو.- تعالَيْ !
هي.- أخاف !
هو.- وممَّ؟
هي.- من الــــــ ســعادةِ تــــأكــــل يــومي الشقي
ومــا أنـــا إلا بقايــــــــــا رؤىً يــحطمهـــــا كـــــلُّ حــــبٍّ نقـي
لقد جُبلتْ في دمي شهوةٌ أخــــاف عليـــها الغــــــرام التـقي!
هو.- تعـــالي إلىَّ فـفي أدمـعي ســـأغســل مـــاضـيكِ أو مـــا بقي
هي.- أ تغدو نصيري؟
هو.- ولمْ لا؟
هي.- سدىً فقد مات في مغربي مـشرقي!!
هو.- أنا الشمس!
هي.- لا! .. لا!
هو.- أنا المبتدا أنــــا النـــــور في الأفــــــق الأزرقِ
حيـاتك ليـلٌ و إنّي الصبـــــاح ســــــأُبديــه للعــالـمِ الأحــــــمقِ
لقـد طـرحـوك على شوكهم وقالـــوا: اسـتريحي ولا تــفْــرَقي
ونامي على المهد مذمومةً ومعشــــوقـــــــةً للفتى الريّـــــقِ
هي.- لقد رجموها وهاموا بها فيا ضيعةَ الظالمِ المـشـفـقِ !!!
هو.- تعالي !
هي.- أخافُ على حاضري
هو.- أ يُخشى على القذر المغرقِ؟
هي.- غذائي -كالدود- من وحلهم ولقمتي اليومَ من مَـفرِقي !!!
هو.- سأسقيكِ مــــاء العيون النقي وأغذوكِ مـن قــلبيَ المـونِــقِ
وأصفح عنــــك وعمـــا مــضى
هي.- أتعفو وتصفح؟
هو.- لا تقلقي
هي.- ولكنني كنتُ…
هو.- أنتِ التي هـي الكـائن الحيّ في مـنـطـقي
حسرة
نشرت في مجلة الكتاب عدد 6 عام 1948
الرابط
أيُّ ذنـبٍ جنيتُ يـــا ربِّ حـتى ضَيّعَتْني أَفكـاريَ المعْصـوبَــهْ
يشحذُ الحبُّ كُلَّ عَزْمٍ فما با (م) لي تردّيتُ في حقولٍ جديبــــه
أبدًا أرقب المســــــــــــــاءَ فلا أرْ (م) جِــعُ إلا بحســــــرةٍ وكـآبَـــــــــه
فإذا أقبل الصباحُ تَداعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتُ كــأني أخـــاف منــه انصبابـــه
حطّمَتْني بقيّةٌ من قوى الرُّو (م) حِ، وحــــــارت بقلبيَ الهيمــــانِ
كَلّما هدّه هوىً جدّد العَهْــــــــــــــــــــــــــــــــــدَ، وأبقى الـرّمـــادَ في أجفــــــاني
لي في المنحنى مكــــانٌ أراني قد تسـمّـرتُ في دُنــاه أكـابــــرْ
أرقب الشّعبَ منه لا الشعبُ يأ (م) تي بحبيبي، ولا الحبيب بقادر
كلما أَوغل المســاءُ أضـــاءت من حواليَّ وَمْضةُ الإصبـــــاحِ
فأنــا منــه في خِمــــارٍ وقلبي في خُمارٍ، وواقعي جدُّ صــاحِ
الفراشاتُ في الحقـول تنـاثرْ (م) نَ يقبّلـنَ كــل كـأسٍ وزهـــــــــرهْ
أنا وحــديَ الغـريب بحقــلي لست أجني إلا ثُمالاتِ حسـرهْ
أرْهَقُوني ولم أزل في الطفولا (م) تِ، فأدميتُ في السّرى قَدَمَيّا
وتلَفّتُّ كي أعـــاود عهــدي فوجــدت الرمـــاد في راحتيّـــا
ليَ كأسٌ ومِــزْهَـــرٌ وفـــــؤادٌ حينما تشـكـو أســتقي وأُغَـنّي
يا رؤايَ الحبيب ليتك مثلي فأنــا منــك ، مثـلمـا أنت منّي
غريب
الطائف 1952
نشرت في مجلة الثقافة (السورية )العدد 6 بتاريخ 2009
أيـــهــا الغـــائــبُ عـــنـــي لمن استودعتَ جَفْني؟
كنتَ قد خــلّــفتَني وحــــ دي، لسُــهدي و التمنّي
و لقد أُولِـعْـتُ بـــالنجــــــ مِ ، فغــابَ النجـمُ عنّي
و جعلتُ الـلــيــلَ سُــمّـــا ري و نُـدمـــاني و فــنّـي
فـــــإذا الـــلـــيــــلُ ثقيــــلٌ و إذا السّـــــامـرُ يُــضـني
كلُّ مــــا فــيـه عــــويـــلٌ و دمـــــوعٌ … و تَــجـــنِّ
عــلّـــهُ يُــــعْــوِلُ لــمّــــــــا أن رأى ضَعْفي وجُــبْني
طعَنَتْني طـــاعِنـاتُ الـــــ نـــأي حتى هُــدَّ رُكـني
و تــهـــاويتُ صـــريعَ الــــ شوق و الحُــبِّ الأغــنِّ
أنـــدبُ الأمــسَ و يومـي بـعض أمـسي لـو أُغـنّي
غـيـر أن الحُـــبَّ جــــبّـــــ ارٌ، فسَلْني عـنهُ ، سَـلْـني
أنــــا مَـــنْ ذاقَ من الـــــــــ حُـ بَّ بــــكـأسٍ و بِـــــــــدِنِّ
وتجرّعـــــــتُ حـــــــــــــلاوا ت الهوى يـومَ التـغـنّـي
ومــــــلأتُ الليــــلَ والأصـــ بــــاحَ مـن فني ولحنـي
وأدرتُ الشـــــعرَ كأســـــــاً يـنـهـلُ الــــــوُرّادُ مــنــي
غيـــر أني عــــدتُ فانقـــدْ تُ إليــــــه رغــــمَ أنّــــي
و سُقيتُ الصابَّ من عيْـ نَــيْ حــبـيـبٍ مُـطمئـنِّ
و تــــداويتُ فـكـــــان الـــــ دّاءُ أن أَضْـنى وأُضـــني
و بــذلتُ الـــروحَ كــي أحـ ظى بـهـذا الــمرجَـحَـنِّ
أيـــــــها الغــائبُ عــــــــــني قد ملكتَ اليومَ جَفْني
لـــك يــــا ظـــــالمُ قلبـــــــي و ليــالــيَّ … و عــينــي
فــــاقسُ مــــا شئتَ فــإني صـــابـرٌ حـتى تَــــكُــنّــي
و ســـتأتي طائعــــاً تجـــــ ثو و تــرجـوني لأُفـنــي
وســــــأُفنيكَ بنفســـــــــــي و ســأفـني فـيكَ كَـوْني
و سنفنى في الهــوى حتــ ــــــى يُـغَنِينا مُغَنِّ …
نفس
1947/12/25
أرسلت إلى الأستاذ عادل غضبان رئيس تحرير مجلة الكتاب بالقاهرة
صحراءُ … لا تحترقي بالأسى و لا بـلـفـح الشــــوق لـلـمـغـتـرب
و لا تــريقي جــرعة مـن مُنى على ضـريح الأمـــل المـضـطرب
تـلك بقايــــــا حســـرة فـتّـتت بـطـلـعـة الميـلاد بيـن الســحب
——-
صحراءُ … يا نفسي بآفاقهــا طـال انتظـاري للـوجـود اللـجـب
أمسي ويـومي خاتما فكرة قد حُـبـست في معبد مـكـتئب
لمـا تبـدّى في أفــق ممـرعٍ يـموج بالأضـواء والمـصـطخب
تلفّتت عيــني بــأحـلامهــــا واخـتـلـج القـلـب لـدنيــا العـرب
“محمد” أومأ من فجرهـا أنّ المسيـح السـمح لن يغتـرب
نهاية
بدأها في 1948/12/22 وأتمها في 1949/1/8
أرسلت إلى مجلة عصا الجنة
إذنْ أسـتريح ! وقــــد طـــالمــــا تعبتُ بعقلي وقـلـبـي الظـمــي
أمــوتُ ؛ وفـي مِــحْجَري نـظرةٌ و لـحـنُ الأســى في بـقـايـا فمي
سـأثوي، على الرغم من رفعتي وأبــكي،على الرغم من مبـسمي
و أطرحُ أمــسي عــلى قــــدمي و أدفن يــومي معي ، في دمـي
وأحــيــا لأجـتـرَّ مــا قــد مضى، و أمـــضــغَــه ، بــالـفَـمِ الأبــكـــمِ
و أنـثـر شِـــعْـري على جـــدثـــي أزاهـيــــرَ ضــمّـخــهــا مـــــأتـمـي
فــــلا واقــعــي واقــــعٌ يُـــرتجى وليـس غـــدي بـالغَـــدِ المُـفـعـمِ
يــطــلُّ عــليَّ فـــألــقـى بـــــــه ضبابـاً كـئـيـبـــاً سُـــدىً يـــرتــمــي
ويبدو فيبدو الغموض الرهيب كــــأنـي بـــــه الــلـيــل لــم يـنــــأمِ
لـقـد حطّم الفِـــكْـــر أجـنـحــتي وقد حطّــم الجهلُ لي مِرْقمي !
****
تُـــرى أســـتــريــحُ إذا مـــتُّ؟ أمْ ســـتـلـحـقُ بـي رعـشــةُ المؤلم ؟
تُـــــــرايَ أفـــــــرُّ إلى واقـــعــي ؟ وأمـشي إلى أمـســيَ المـــجرمِ ؟
فــإني احْــتَـميْتُ بــمـوتي فـــــإن حييتُ بـه فـبـمَـنْ أحـتـمي ؟!!…
سَلْهُ علَّــه
بيروت 1-12-1954
سَلْـــهُ ، علّـــــهُ يَـعِــدُ قد كــفاكَ مـــــا تــجـــدُ
الأنـيـنُ ليــــس لــنـــــا و الحـنــيـنُ يـضـطـــــردُ
و الفــــؤادُ تـعـطـفُـه صـــبـــــــوةٌ و تـبـتــعـــدُ
في دمي مجــامُـرها و الـمُـحــــبُّ مــــبتـــرِد
***
يا هوى يســيـر بـنــــا كـــلُّ مــــــا تــرى بَـــــدَدُ
ابـتـســمْ لنــا فـلـكــم هـــــلَّ دمـعـنــا الكمـدُ
و الشمـوعُ أطفـأهـا واقـــــــــدٌ لــهـــا يَـقِــــــدُ
و الدمـوعُ أنـهــكهـــا أنّـهـا سُــــــــدى ، بَـــــدَدُ
الـزمــــانُ فـي ظـلــمٍ و الــوجـــــودُ يــــرتـعـــدُ
الشــرورُ مــــلءُ دنـى كــلــبٌ غــــابُـــهــا أســــدُ
و الـذي لــــــه أمــــــلٌ ضــاع مــن يــديـه غـــــدُ
و الحـيــــاةُ ســــائــرةٌ لـيــس مـــــا بــهـــا رشَـدُ
و الــذي يـضـيـقُ بهـا كــــــالــذي لـــــه جَــلــــَدُ
لا تــــلـمْ فـتـلـك تـبــا (م) شـــيــرُ وائـــــــــدٌ يَـئِـــــدُ
******
يا أخي ضنيتُ ضنى هـــــدّني بـــــــهِ الكَـــمَــدُ
لا أقــــول لســتُ أرى في الحياة مَـنْ سَـعِـدوا
بــل أقــــولُ في ألــــمٍ عــــمَّ في الـورى النّـكَدُ
للخـرابِ مــــا عمـروا للشقــاءِ مـــــــا ولــــــدوا
يـا أخي ، و موعدُنـا مــولــــدٌ لــــه الأبـــــــــدُ
و الفـنـونُ تـجـمعُنـا فهي في الوَرى الصّمَدُ
قـلْ لمَنْ بـكى ألمــــاً و الشــرورُ تـحـتـصِـــــــدُ
و الظـلامُ مـكـتـنــفٌ و الصبــــاح مــفـتــقـــد
المــسيحُ في دمِـنــا والصــــلـيـبُ يــفـتـقــــدُ
في مدى الزمانِ لنـا منـــه قــــــدوةٌ و يــــــدُ
نــلـتـقي عــلى أمــلٍ ثـــمَّ ينقضـي الأمــــدُ
***
مساء من خريف
1948/10/2
مرفوعة إلى الشاعر الخالد “بول فاليري” صاحب المقبرة البحرية، عن طريق النقَّادة العظيم الدكتور طه حسين بك
مرفوعة إلى أعتاب خريف العمر
نعستْ مقلــةُ الزمــــــــــــان المُفيــــق واستراحتْ إلى الهدوء العميق
وتدانت من الكرى العذبِ، ينسـا (م) بُ عليهــا ظـلالُ مـاضٍ سحيـقِ
جففتْ من جفونها جَرْضةَ الجوعِ ، وجاشتْ جنبـاً بسحْــرٍ شهــوقِ
والتوت عن سمائها سحبُ السّـــــــــــــــــــهد لتسري في سادرٍ من طريقِ
كيفما تلتفت رؤىً تلْقَ مغبرّاً يضيـــعُ منــه خـــــطٌ حـقيـــقي
فهي المقلةُ التي ملّ فيهـا الشـــــــــــــــــــــوك تجريحاً فانثنتْ بمزيقِ
ما تُراها تراختِ اليـوم واعوجّــتْ كأنْ لامستْ بنـانَ النعيقِ؟
واستقرَّت على شفا الوهم يحميها احتساباً تناوُم المستفيقِ
وقفتْ بينها و بين كراها ذكرياتٌ تغفو لقلبٍ عشيقِ
وهي في النفس ذكريـاتٌ إذا مــرَّ بها الدهرُ رنمتْ بخفـوقِ
ملأتْ ساحَهُ حيـاةً وخمراً وجنونُ الحيـاة كأسُ رحيقِ
هدهدتها وهيمنتْ فهي تهوي : هيتَ للحسنِ إنْ غفا كالطليق
هذه الأرضُ فتنةُ الناسِ للناس وما الحبُّ غير كأسٍ دهيق
فترى ما ترى ، وينزاح عن عينـيك سترٌ عن جنة المخلوق !
—–
وقفتْ تحت نعلها قلقُ الأمس ومن حولها فُتَـاتُ الشروقِ
أسندتْ مرفقاً إلى الحاجز الصخريّ تثني من قدّها الممشوق
واستراحتْ إلى المساءِ ، وفي الطرف بقايا همسات حلمٍ رشيقِ
تدفع السُّهد عن جفونٍ مِراضٍ أثقلتها سهامُ يأسٍ أنيقِ
أخدتْ ” ذقنها ” بكفٍّ، مشى فو (م) ق جزيئاتها الزمان الحقيقي
جُعدتْ من أسى ؟ من الهمِّ ؟ من ماضٍ شقيّ؟ أم من فؤاد شفيق؟
لستُ أدري! فتلك من صور الفنِّ انتقتها يدُ الإله العميق
ما ترى كيف ضلَّ سيماؤها البـكر بدنيا اضطرابها المرشوقِ ؟
كلُّ ما دبَّ نابضٌ بخريف العمـر والحبِّ والفؤاد الخفوقِ
حسرةً ! فالحياة كأسٌ نسقّا (م) ها اغتصــاباً عصيرُها من عروقِ !
سألته أين أنا
1954/12/15
الأجراس
مجلة الرسالة/العدد 1017/تاريخ 29-12-1952
تلكـم الأجــراسُ في معبدنــــا يتـــوالى قرعُـها عبــر الزمــــــان
وَحيُ “حمّــانا” وهل كانت لنا غير ذكرى في حنايانــا تصـــان
كـــــــان في كــــــل رنيـــنٍ أنّـــــةٌ بُعثتْ منهـــا بصــدري رنّتــــان
إنما الناقوسُ قلبي فاسمـعي من حناياه صدى ذاك الحنـان
مــا عليهـا إذا سـقتْـــهُ ….فقـد أوجدَ كونـاً يضوعُ بالإحســان
ثم أغفى .. فلا الوجودُ وجودٌ مِـن أســـاهُ ولا الهـوى نُـوراني
ضــــــاع في زحـمـة الحيـــــاة .. ولم يبقَ ســـوى مــولــدٌ بــلا إنســــــان
يأمر الله بالهوى
1949/5/4
اسأليني عن شبابي
الميلاد الخالد
المعري وليد مخمصة فكرية جسدية روحية
استعرنا فم الزمان وصحنا جلَّ ميلادُ شاعرٍ ليس يفنى
خلّد الشعرَ واستراح إلى الصمــــــــــــــــت، وما زال ناطقَ الثّغر لُسنا
ومشى بالقرون ينفخ فيها من دُنى روحه، فخبّتْ، وأغنى
ولو أن الزمان يحفظ عهداً لطوى دون ذكره القولَ قرنا
رجّع الدهرُ شعره مثلما رجّـــــــــــــــــــع محزونُ القلب لوعةً مضنى
و كأنّا به تألم حتى صاغ من يأسه المروِّع فنّا
فترى الدهرَ، والزمانَ وركبَ الأر (م) ض ثغراً، وخالدَ الشعر لحنا
يتغنى به القطينُ، ويروي منه ركبُ الظعين، أين و أنّى
حسْبُ مَنْ طاولَته أيدي الليالي أن أحال الآلام لحناً يُغنّى
كلُّ جرحٍ يصيح في مبدأ الأمر، و يشدو إذا الزمان أسنّا !..
وضعافُ النفوس صرعى الرزايا تبتليهم فما تخلّد لَينا
سبرتْ غورنا ، إذا بالمعريّ تراه منشودَها المُتمنّى
عرفتْ فيه قوّة النفس والروح فمادتْ من دونه إذ تأنّى
كلما أغرقتْ أذى، دقَّ حسّاً ومن الناس مَنْ يعيش ليفنى !!!
***
قبل ألفٍ تمخَّض الدهرُ كالحوت؛ وألقى للأرض “يونس” أسنى
فإذا بالوليد فرحةَ جيلٍ وإذا الجيلُ فرحة ليس تفنى
و أراه بعد الحكيم “زهير” دقّ فكراً وغاص في العقل ذهنا
واحتوى ضمن كفه قَدَر الناس و أمسى يُحلّل الأمر فطنا
فرأى ما رأى ، و عاد كئيباً رهــنَ سجنين ما أعاداه لَينا
غير أني أراه كالغائص البحرَ سجيناً و أنّى لغيره الدرّ أنّى؟
واستقرتْ في رأسه فكرةُ الخير ، بشكلٍ للشرِّ أميل مبنى
وتعالى في علمه وشْك أمسى – فرط علمٍ -أخا التبلبل يضنى
حمل الهمَّ راضياً ، ثم أضحى ناقماً مفرطاً ، فما كان أغنى ؟!..
كلُّنا أبصر المآسيَ تترى و رأينا الأدواءَ ثمَّ وصفنا
إنَّ للنصح طابَعاً ليس يجدي فيه عنفٌ وإن تنابل معنى
يقتل النصحَ لهجةٌ وتحدٍّ وأرى اللين يسلب الوحشَ سنّا
***
يا جلالَ القرون ! رجّعتَ بالأمسِ خلود النبيّ للشعر لحنا
و أرى رجعة ” المعرّيّ ” أَوْلى فخذِ القول واجعل الدهر أذُنا
كان جيلاً ، بل كان مبدأ جيلٍ دونه ” أفلاطون ” لمّا تمنى
ثورةٌ نبعها النهى والتروّي خبرتْ معدنَ الحياة المعنّى
نشأتْ ثم نُظمتْ ثم سيقتْ فإذا بالوجود يقرع شَنا
ما لذاك الدويُّ يوم قرارٍ غير يوم الميعاد إن صحّ ظنّا !!
***
جلَّ عقلٌ ، إذا تقادم في الحكمة، عن كل تافه خسّ شأنا
فتراه إذا تعطّش للقول تناهى فكراً ، فأخطأ معنى
وهو في ذلك التناهي مصيبٌ غير أني رأيتُ في العمق وَهْنا
كم شجاعٍ تراه في ساحة الدهر مخيفاً ، فإنْ تناهى تجنّى
و أرى غايةَ الحياةِ مماتاً و أرى غايةَ الشجاعةِ جُبْنا !!.
ولو أنّا في الأرض نسعى لخيرٍ ما سبرنا أغوارَ أرضٍ رَعتْنا
إنْ يكن في الوجود ثَمَّ إلهٌ ما خسرنا؟ أو لم يكن ما ربحنا ؟
نحن نحتاج للإله كما نحتاج للماء والغذا .. إن أردنا ..
كلُّ نفسٍ تمر في ساعة الخوف، فأحببْ بمن يواريه عنا
يحتوينا الإظلام ليلاً، فمن يرعى بقايا حياتِنا إن غفونا ؟
سمّهِ “اللهَ” إن يكن قوةٌ عليا . وأقصرْ إذا تطاولتَ ذهنا !!!
***
قدرٌ دوَّخ الأناسيَّ والعقلَ ، و أعيا من دونه مَنْ تظنّى
كم تمنى أخو الرجاجة أن يحظى بشيء من سره ، فأرْجحنا
كل أمسٍ قد مات سرٌّ على الدهـــــــــــــــــر . و يومٌ آتٍ لأبْيَنُ معنى
مَثلُ البحر، ليس فيه غموضٌ وشْكَ تبغي الغموضَ منه استجنّا
تتوالى حوادثٌ فهي جهر وشْك تمضي إذا بها السرّ منا
قد حملنا منها كثيراً فلما عذَّبتنا لم نرضَها ، فندمنا
يفزع المرءُ للتخلص من همٍّ ، فإنْ نال ما تمناه حنّا
وكأني بمبدأ الكون يحتار انــــــــــــجذابا بين التناقض جُنّا
كم ضئيلٍ من الأمور احتوانا وعظيم من الأمور احتوينا
و كأنّا بفكرنا قد شقينا و كأنّا بذا الشقاء نعمنا
سفع الدهر جبهة المرء فاختُلَّ و أمسى يحتار أذُناً و عينا
كلُّ طفلٍ في المهد يشكو من الدهـــــــــــــــــر، وهذا البريء يجأر منا !!!.
***
جـئتَ تنضو عن جانبيه غموضاً فإذا بالغموض يُدعم ركنا
كنت في بؤرة الحياة ، فماذا كنتَ تبغي لقاءَه الأمس منا؟
كم تألمتَ واحتدمتَ، ولكنْ ويح نفسي عليك لم تلق أُذْنا
وكأني بك المسيح وقد حُمّــــــــــــــــــــــــــــــــــل بؤسَ الورى ليصلِح شأنا
أو كأني أراكَ خالصةَ الفكر ، وقد جئتَ غير أهلك تُعنى
قد أبَيتَ الغمامَ إلا على الناس جميعاً . و بالنقيض رغبنا
وأطرحتَ الجِنان يوم تُلقَّاها وحيداً ، و ما لهذا دعونا
غرقَ الناسُ والوجودُ و نفسُ الخير في الشر، فالنصيحة تفنى
إنَّ مَنْ في طباعه بذرةُ الشرِّ لأدنى أن يأخذ النصحَ عنا
ألفُ عامٍ مضى! وتمضى ألوفٌ و سنبقى كما عهدتَ و أدنى!!!
تلك منا طبيعةُ الخلق فانظرْ: كيف يسطيعُ أن يرى من عمَينا؟!!
شاعر يحتضر
نـسـلَ الليــلُ أسـفعـاً يترنّــحْ ! وطوى موكبَ الضياءِ و وشّــحْ
وأتى النورَ في ممارعه الفيحا (م) ءِ فانسلَّ مُتعبَ الخطوِ يضبَـحْ (1)
ومشى في ركابه شبحُ الصمـــــــــــــــــــــــــــــتِ يفحُّ الفحيح حيناً وينـبحْ
فعويلاً سمعتَهُ، يخلعُ اللـــــــــــــــــــــــــــــــــبَّ و وهماً وعيتَه فهو أفـدحْ
يقرعُ السَمْعَ أجوفَ الوقْعِ مرهوباً تعالى أصداؤُه وتَـوَضّحْ
إنَّ لـلصـمـتِ رهـبــــــةً لـــــــم يـبـلّـغْــهــا زئـيـرٌ مــن الـهـزَبْـرِ المــجـــرّحْ !!!
فإذا الفكرُ والجوارحُ و العينا (م) نِ أُذنــــــاً لــكـل أمـــرٍ تـــفتّــــحْ
بزغ النور عن فتى شاحب الأوصال ملقى على سريرٍ مكانه ليـسَ يَـبـرحْ
شاحبِ الوجهِ، ذابلِ العينِ، نِضوٍ لـيــس فـيـه إلّا الثَــمـالات تَـــرْشَحْ !
جفَّ منه اللّسانُ والحلقُ إلّا حشرجاتٍ في الصدرِ تمشي وترمحْ
مــدَّ كفّـاً معروقةً فهوتْ كالصّلْــــــــــــــــــــــــــــــبِ وانهدَّ جَنبُهُ فتزحزحْ
كلُّ مــا فيــه راعــشٌ يـتلوّى ألماً والقِوى أبتْ أن تَسْمَحْ
فهو في عالمٍ وهيكلُه المقر (م) ورُ في عالمٍ شقيٍّ تأرجَحْ
كلّما اشتدَّتْ العواصفُ أمسى أبديَّ الهدوءِ بالكبت يسبَحْ
عربداتُ الأجسادِ يلطمُها الفِكْــــــــــــــــــــــــــــــــــرُ فتعنو لما أراد و تدبحْ
تلك منا عزيمةُ الأبدِ الحــــــــــــــــــــــــــيِّ ووحيٌ من الخلود المجنّــحْ!!!
-
ضبَحَ يَضبَح ، ضَبْحًا وضُباحًا ، فهو ضابح :-1ضبَحَتِ الخيلُ صوَّتت أنفاسُها في جوفها عند العَدْو :- {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا