ذكرى 29 أيـار 1945
ليلة عيد الميلاد
سطور من دم الشهيد
نجوم
أنشودة المجد
أنا إن غنيت
ثورة الجزائر
في بلادي
أصنام
مشمار
تحية الجيش السوري
يافلسطين
من زفرات
ماذا يريد الوطن
جنود العرب
اكتبوا أمجادنا
تاريخ المجد
جيشنا
موكب الشباب
أنا إن غنيت
أنــــــا إن غـنـيـــتُ فــالدنـيــــا حـــــوالـيَّ تـغــنـــــي
فـهنـــــا الفجــر بــأضـــواءِ المُنــى يُــرعـش جَفنــي
وهنـــــا الطـيــر بــألحــــــان الهـــــوى يُـتـــرع فنّــــي
وهنـــــا سِــــــرْبُ الأمـــــــاني بكّــــرتْ تنهـل لحنــي
يـــا حبيـبـي لا تـغـبْ عــــن نــــدوة الفــــن وعـــني
أنت مني
أمسِ أطلقتُ نشيدي فمشى الجند لحربِ
و بعثت اللحنَ قومياً فهزَّ اللحـنُ شـعبي
و تـجـرّعــتُ كـــؤوسَ المـجــدِ مــن صهبــاء قلبـي
غير أني أطلبُ القوّةَ مـن إلهــــــام حـــــبي
يا حبيبي لا تدعني أخضع اليوم و صُنّي
أنت مني
أنتَ إن ألهمتني أحيـيـتَ ســوريـــا الفتـيّـه
و إذا عــذّبتـنـي لم يبقَ من جسمي بقيّه
فـاســقنـي القـــوة أقــداحـــــاً مـن الحــبّ هنـيّـــه
و ارضَ عني إن أكن شهمـاً ولا أرضـى الدنيّــه
يــا حـبيبـي قُـمْ بنـا للوطـنِ المحـبـوب نـبني
أنا منك اليوم لكن أتُــرى هـــل أنــت مـنــيّ !
أنشودة المجد
1952/10/18
حدّثي يا شمس عن بأس الرجال
نحن ذاك اللّيث في ساح القتال
إن سألت الدهر عنا و الليالي
إنما السّوريّ من عزم الجبال
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
—
قد رضعنا الحرب والحقد طعاما
وركبنا الدهر للمجد اقتحاما
وصنعنا يومنا يزهو سلاما
ثم قلنا للورى لا لن نضاما
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
قد جعلنا من لظى الجَمْرِ الحُساما
وركبنا الدهرَ للمجدِ اقتحاما
وأذقناهم من الكأس الحماما
وأدرناها وقلنا: لن نضاما
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
—
أيها الجنديّ سر نحو العـلاءْ
واجعل الدنيا لأوطاني الفـداءْ
وابنِ من أجسامنا جسر الوفاءْ
ليرى أحفادنا كيف البناءْ
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
—
خذْ سلاح المجد و احمِ عرضنا
نحن بالأرواح نفدي بعضنا
فاقتبس تاريخنـا أو بُغضنا
وتعلّم كيف تحمي أرضنا ..
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
حدثي يا شمسُ حيناً عن هوانا
وطني إن شاءَ ماءً … فدِمانا
وإذا شاء طعاماً … فالزَّمانا
وطني فيه شقانا وهنانا
أنا جنديّ أبيّ و بروحي عربيّ
يا بلادي
كلّ شبر في ثرانا نفتديه بدمانا
نجوم
دمشق في 2/ كانون الأول /1945
هــلْ على المجـــد إن تـردّى الْتيــــاحُ أم عـلـى الفكــر إن تـلــوّى جُنـــــــاحُ
قد عـهـدنـــــا الأفكــــــارَ تغـــرقُ في الوهـم ، فتنـزو مـــن جــانبيهــا الجــــراحُ
كلٌّ مَـنْ شــــاقَـهُ التـواثــب للمجـــد سـيـصلى مــا لا تُـطيـق البِطــــــــــاحُ
وجـــــديـــــــر بمــن أراد الثـــــــريّــــــــا أَنْ تُـــدَمّــى أقــــدامُــــهُ والجَنــــــاحُ
فـالبـعيـــد الخـــلـــــود مَـــنْ واصــــــلَ الســيْــرَ جـــريـحــــاً ، وخــالفتـهُ الريــــــــاحُ
والمديــد الأيــــام مَـنْ ذاق منـــهــا كـلّ كـــأسٍ نقيـــعُــهـا جـــــــــــــــــرّاحُ
إنَّ للمجــــــــد نـــــــورٌ وضحــايــــــا فـــــإذا هـــــــــانَ هـــــــــــانــت الأرواحُ
إنمــــا المجـــدُ سـلـعـــةٌ في “عكـــــــاظ” الدهـــرِ مــــا إن ينـــالهــا الشّـــــــــحــاحُ
ولهــــــا العــــزة التي دونها المـــــالُ فمــن بـعـض حـقــــهـــــــــــــا الأرواحُ
تعبَ النــاسُ في هــواها ويبقـــــون إلـى أن يقــــومَ فيـــهــم كــفــــــــــــاحُ
نــــادِ بالمُصـلحــيـن : أَنْ عـــــــــزّزوا الأثمـــانَ حـتـى يُبـــاح مـا لا يبـــــــاحُ
أن يقولوا :هـــا قد هتفنـا ؛ أجبهم هــل أفـادَ الكــلابُ يــومــاً نبـــــــــــــاحُ
نحنُ في الليـل . إن أردْتُم ضيـــــــاءً فادفعوا الزيت يُشعّعُ المصبــــــــاحُ
فقـديـمـاً قـــام الصـليبُ منـــــاراً … وأضــــاءَ الدجنّــــة الإصـحــــــــــــــــاحُ
وتبــدّى الفـرقـانُ يحمــلُ في آيـــــا تـــه الغُـــرِّ عــالمــاً لا يُتـــــــــــــــاحُ …
فالمسيحُ الرفيقُ ضحّى به الأبنـاءُ عنفــــاً واستنسـروا فاستبـاحـــــــــــوا
ومشـى من ديـارهـم منبــعُ النـهرِ لتجــــــري بــــــهِ دمـــــــــاءٌ قـــــــــــراحُ
والنبيُّ البنـــّاءُ لــم يبـــقَ من آرائـه غـيـر كــــلّ خـــالـــدٍ لا يــبـــــــــــــــــــاحُ
قعدوا دون فعــــلِه نُــوّحُ العَـــينِ أيُــشــرى بـدمعِ عينٍ نجــــــــاحُ ؟ ! ..
وسبيلُ الحيـــاةِ ليس كلامــــاً …… وَ هـــمُ المصلحـون والإصــــــــلاحُ …
أنجـمَ المجـــدِ . لا خبـوتِ ، ولا نـــــــالكِ رّيـــــــحٌ و لا طـــــواكِ صبــــــــــــــــــاحُ …
سطور من دم … الشــــــــهيد
أي جــرح يضــوع عطــرا ونـــــدّا فــالثــرى مـشـرق الأديــم مُنـــدّى
والوجـود المفجــوع هلّـل تكبيـــــــراً ونــادى الأمجـــاد وفــداً فـوفـــــدا
و الأهـــازيــج عـمّـت الأفــــق إلاّ شــهــقــاتٍ لـــم تـقــوَ أخــذاً وردّا
شـــــرَقـتْ بالـدم الــزكـيّ تــلــوّى أفعـوانــــاً علـى الثــــــرى يـتـبــدّى
خضّبَ الأرض يكتبُ اليوم فيها أسطـراً لـن تبيـدَ طمســاً وفقــدا
كـلّ ما لـم يُخطُّ بـالـدم تمحــو (م) ه الليـالـي مهمـا تطـاول عهـدا ..
——
سـائـلـوا السّـفـحَ عن فتى يعربيّ كـــان مــلء الزمـــان قلبـــاً وقــدّا
يمّمَ الأمس ساحة المجد شبلاً وطـــوى بـلقعـاً وحزْنـاً ونـجــدا
في حنـــايـــاه حفنـــة من شــــعور لـم تطـق أن تــرى المسوّد عبدا
فاستمدّت من “الشهادة” إيما (م) ناً ومــن حقّـهــا المهـدد أيـــــدا
فزعــت للجـهــاد ســــــكـرى كما يفــزع للــه مــؤمــن ثـاب رشـــــــــــــــدا
و رأت فيــه مدفنــاً هو أجـدى مـن حيـــــاة جـبـيـنـــهـا يـتــنـدّى
و الذي أُشرِبَ الشهامة طفلاً ليـس يـرضــى بـأن يعفّـرَ خــدّا ..
– – – – –
أزفتْ ساعة النضـال .. و ماج الجحـفـل المجر .. بالبطــولات يحـــدى
و توالى على النفوس صراع أكبــر الدهــــر مـــا رأى و تبـــدّى
مثلما عزّت النفوس تراهـا تدفع المـوت بـالمنــاكب صـدّا
و تداريه حيـلة و هي منـه قاب قوسين و الخديعة أجدى
و ارتمى الشبل في الغمار وقد جرّ (م) د سـيفا يضـيء وجهاً و زنـدا
و انثـنى بين ناظريه بقايـا بـقـعٍ مـن دمــاءِ عـــزٍّ تصــــدّى
و تراءى مبعثر الجهد جبّـا (م) راً يـكاد القرضــاب يضــرب فردا
كلّما أنّ يمنة من تردّى … مـــالـها يـســرة فـشـتت حـشــدا
ضاع منه صوابه حين دوّت زأرة الـليــث خــــرَّ إذ مـــا تــردّى
و تلوّى يجمّع اليوم أمعـاءً ليـمـضي أشـــدّ مـــا كـان حـقـدا
غيـر أنّ اليــد التي خـلّـدتْـــه لـم تخنــْه لـكن تداعـتْ فـأودى
حسبوه ما زال ينضح عزماً مـن بقـايـا لمّـا تــزلْ تــتـحـدّى …
أكبروا أن يخرَّ .. فاقتحموا المو تَ يـفـــدونــــه و مــا كــان يُـفــدى
غير أنّ الأذى يجرّ أذاة …. و البـطــولاتُ للبطـولاتِ أهــــدى
—- – –
كـفّنــوه بثــوبــه و دمــاه ثــم عـــادوا بحفنـــة منــه تنـــدّى
و طووا جرحه على النصر والمجد وأعـظـم بــه عـلى الـدهـر مجــدا
كــلّ مـا لـم يُـخَـطُ بـالــدم تمحــــوه الـلــيــــالــي مهمــا تطـاول عهدا ..
ليلة عيد الميلاد
مجلة الرسالة/العدد 756/من وراء المنظار – بتاريخ: 29 – 12 – 1947
الرابط
حــدّقــي أيتـهــا الأرض، فقـــد عــــــم البــــــــــــــــــــلاءُ
وانــظـري الأشـــــلاء تــطّــايـــر بـذورهـا في الفضـــــاء
و انـصتـي ! فـالكـون أضـحى مـحشـراً فـيــه الجــــزاء
كـــل نــفـس أيـقـنـت أن طــال فـي الـدنيــــا الثـــــــواء
والـشـبـــاب اليـــــافــع البــكــر يــواريــــــــه الفنـــــــــــاء
نــــاشئٌ روعّـــهُ الخــطـبُ وأصـمـــــاهُ الشـقــــــــــــــاء
لــم يـــذق مـــن كــوبــــة الـدنيـــا سـوى مـا فيـــه داء
قـدّمتـــه راحـــــةُ الشيـطــــــان يـــحـدوه الرجــــــــــاءُ
وأقـــــــام اليــــــوم أعــــــراســــاً لــــه فــيهـا احتفـــــاء
بـعثـت مـــن فـــــوهـــة المــدفــــع نــــــارٌ وضيـــــــــاء
والأهـــــــازيـــج رعـــــود وعـــويــــلٌ …. لا غنــــــــــــــــاء
رقـص النــاس فيـهـا هـــولاً وذعـــراً كـــيف شـــــــــاؤوا
وتغنى عــــازف البــــارود والــدمــــــع ســخـــــــــــــــاءُ
هـكــذا الأعــــراس فـي العـالـم يـــزجيهــا الفنــــــــــــاء
ـــــــــ
ليـــــلـةَ الميـــــلاد ! أعيــــا منطقــي الــداء العيـــــــــــاءُ
و التوى الـقول المـبيـن اليــوم إذ حُــمَّ القضــــــــــــاء
لــم يـعد يُـمشى بـمجنــوز … ففي ذاك الـرخــــــــــــاءُ
حـيث يـقضي المـــرء يــلقـى قــبرهُ . فيـــه الثــــــــــــواء
كــفنٌ في الــسلــم من خــزٍّ ، وفـي الحرب دمـــــــــاء
يـدفـن الآبـــــاء أبــنــاء لـــهــم فــيـهــم رجــــــــــــــــــــــاء
ويــوارون عـلى – البـعـد – حشــاشـات أضـــــــــــــاؤوا
دمــــعـة الشــيــخ جـنــونٌ فــاسـتعـارٌ فانطفـــــــــــــاءُ
كـــم شـراييـــن مــــن العنــــدم قــــدّ الأبــريــــــــــــــــاء
كي يُــــــروّى منـــه أفـــرادٌ مـــن الســــلــــم ظمـــــــــــاءُ
قذفـــتوا بالفـــوج تـلــو الفـوج هُوجاً كيف شــــــاؤوا
فأحـــالــــوا الأرض أنـهــــــاراً بهــــــا العنــــدمُ مــــــــاء
سخــــروا (المريــخ) فانقــــــــاد . وتغـــريــــه الدمــــاء
وهـو الشـريــــــر في أعطافــــــه دومــــــاً ظمـــــــــــــاء
فــــــإذا الأبحــــــار والأرضــــــــون والجــــــو ســـــــــواء
كلهـــــا مــذبـــح جـــــزار لــــــــــه الإنســـــــانُ شــــــــــاءُ
كلمـــــا ضــحى بفـــوج ؛ سيــــق للمــوت الذمــــــــاء
هكـــــذا سكينـــــه مخضـوبـــــة فيهـــــا اشـتهــــــــــاء
كلمـــا قيـــــل انتهينــــــا . راعهـــــا ذا الانتـهــــــــــــــــاء
—
ليـــلـةَ الميــلاد ! إن الحـــــــب شــــــــــر وبــــــــــــــــــلاءُ
لـم نقـل فيهــــا ولكـــن طــــــال في الليــن الثــــــــــواء
حَسِـبَ الظالـــمُ أن الشبـــــل يغريــــــه الريـــــــــــــــاء
لم يعد في القــــوس صبــر … أرهقتنـــا الثؤبـــــــــــاءُ
زمـجـري أيتـهــا الريــــــح … فــلـي منــــك ارتــــــــــواء
وابعـــثي العنف بأوصــــــالي ليحييهــــا الرجـــــــــــاء
واعصـفي في رأســي البكــــر كمـــــا شئت وشــــاؤوا
وانفـضي عــن كاهــــل العــــزة مـــــا أبقى البـــــــــلاء
وابعثيهـــا وثبـــــة الحـــــر على مــن قــــد أســــــاؤوا
عــــذّبتني رقـــدة الغــافي يغـذّيهـــــــا ارتـخــــــــــــاءُ
والزمــان الطفــل يطوينــــا كمـــــا يٌطــوى المســـاء
نُـــؤْتْ بالأمـــس أداريــــــــه وفي النفــس شقــــــــــاء
واحتمــلتُ الإثــــم في جنبـــي . أنــــا منــــه بــــــــراءُ
عجـــز الطـــب … فلـــــم يبـــقَ لنــــــــــا إلا الفـــــــداء
الأبـي الحــــر لا يُشــرى كمــــــا تُشـــــــرى الإمـــــــــاء
نحـن إمـــــــا لغــــد نحيــــــــا … وإمـــــا فــالفنــــــــاء
——
مِصْـــرُ فـي أحــزانهـــــا غــرقى . أمـــا منهـــا نجبـــاء
أرهــــــق المسـتعمــــرُ الجـــبسَ جنـاحيهـــا يشـــاء
وطــغى حــــتى تنــــــزّى مـــن أذاه الطــلقــــــــــــــاء
ظـــامـئٌ لــم يـــــروه بالأمــس (نيـــــلٌ) ودمــــــــــــاءُ
شرب العنـدم فـي الكـــأس.. فــغصَّ الأبـــــريــــــاء
إنَّ مَــنْ فـي لــثتيـــــه التــرب لا يـــــرويـــــه مـــــــــاء
—–
لــيـلـةَ الميــــــلاد ! هـــل عـــــدت بـبـرديـــك الرجـــاء
هـــل يشـير العـــام أن قــــد عـــاد لـلـوادي الصفــاء
ويُـــنـار القلـب بعـــد العيــن .. أم يقضـي الغــــــلاء
وبـشـــيـرُ الخيـــر أنـتِ الآن أم ســـــــــر خفــــــــــــــاء
أم تُــرى تــمضي كمــــا كنـــــــا وكـــــان القدمــــــــاء
ونــواري العــام مــثـل العـــام … يــؤذينا التجـــاء ؟
أنــتِ غـيبٌ ! – مثـلمـــــــا كــنـتِ وتـبقيـن – و داء !
أسفي فـالدمـعة الحـمراء يـــدعـوهــــــا الوفـــــــاء
إنـــمـــا يُـبـــكى بــدمـــــعِ المـقـلتـيـن الشهــــــــــداء
قـد غفــوا لــلحــشر … والجـــزار يقظـــــان يشــــــاء
حــسرتـي حـسرة مـن مـن مـثلـــه يــرجى العــــزاء
نـــحن صــوت الحــق والتـــاريـخ.. نـحن الشعـــراء
ذكرى 29 أيـار 1945
دمشق في 4 حزيران 1945
أغـرق رؤاك مـــع النــعيــم البــــاقــي واستبـقِ لـلأحــداث دمـع مــآقي
وخـــذ الحيـــاة عــلى هـــواها فـــــترة تجـدِ الحيـــــاة تــــلين للمشتـــاق
وتــأمـل المـخلــوق ، لــن تــــلقى بـــه إلاّ بـقيّـــة عــابــر أفّــــــــــــــــــــــاق
يـطوي الـزمــان وجــودنا بــهراً كـــما نـطوي سـويـعات الصفــا الألاّق
ما العمر إلاّ أن نـعيش عـلى المـدى و الأرض مــدعاة إلـى الإشفـــاق
—————————
نامت عيونك غير عــيني لـــــم تــــزل يـقظــى يـعـذّبـهـا أنـــين فـــــراق
أجـــد الـلـيـالـي قــامرات ، نــجمهــا هـيمــان مـــا يـأســو جـراح رفـاق
إن كــنت مــا ودّعــت قــبلُ فـــــإنني أضويتُ من دمع الأسى خفاقي
وجـعلـت تـرتيــل الصبــاح تــذكّــــرا وأقمت ليلـي مــا تني أشــواقــي
يا نائيا في الـسـفح لا تـعجل عــلى نضو الفراق فحسب ما سيلاقـي
لملم شباكك من طـريق هـناءة …. خُـلِقَـتْ لأرجــل فـتيـة عُـشّـــــــاق
مــا نـحن إلاّ كــتلــــــة حــسّـيّــــــــــة تجد السعادة في الأسى الدفّاق
خُـلِقَتْ لغـيـر التـافهـات نـفوسُـنـــا نـفنى بــدنيـــا الحــسّ والأعـــراق
إن تبـكِ مـن شـجن فغيرك قد بكى بالأمس من هول ومـن إخــفـاق
ودّعْ و لاقِ الخـلّ وأصـرفْ أدمـعـا مــيقـاتـها فــرح و يــوم فــــــــراق
—–
قـلْ لـلشــآم إذا أمـمْتَ ربــوعَــهــا مــا ضرّ أن تُـسقى زعــاف الساقي
كـأس أْديـرتْ نـحن مـن نـدمانـهــا نَسقي ونُسقى. والحيــاة تَســـاق
أوذيتِ جهراً، أم طُعنتِ خديـعةً فـــالعضب ليـس يـفلّ بـالإرهــاق
—–
قـمـرٌ بـدا فـي الـلـيـل ثــم تـفتّتـــت أنـــوارُه كـلمى عــــلى الأحــــداق
يــودي ضيــاه ثَـمَّ أرعــن مــغـرق إن العـقـــول ضـحيـــة الأعـــــراق
قـد كُـتِ – حتى أمــسِ – مَــعْقِـلَ عِـزّةٍ تـــأبين إلاّ رفـــعة الإشــــراق
نامتْ عن الجَللِ العيونُ فحقّ أن تـلقى الـرزايـا فـي الأسـى الدفّاق
مَنْ نام عن ذاك القطيع فلا يَــلُمْ إن الذئـاب عديـمة الإشفــــاق …
كــيـف التـفتنـا تـلتقينــا طعنــــــةٌ و إذا هــــدأنـا نــلتقـي بــشقـــاق
ديــن يــــوحدّنــا أبـينــا نـصحـــــه و أذىً يـفـرّقـنــــا نــــــراهُ الـــواقـي
و عــقيــدة تـــعتــادُنـا حــــتى إذا عشمنـا نـتائـجَهــا أتـتْ بـمُحــاق
حسنت حياة الصفو منا موقعـاً حتى ابتُلينــا منـــه بـالإخفـــــاق…
————-
قفْ بالديار و طفْ على أطلالهــا واستـسـق مـنهـا عـبرة الإمـــحاق
هـــذي دمشـقُ وهــذه آثــــارهـــا مــــا بين رجـــمٍ – دُمّرتْ – ونفاق
سارت بها الأهــوال تترى بعـدمـا قــــد أعـملـوا فـيهـا يــد الإحـــراق
فــكـأنّ لـيـلَ الـهــولِ ظــهرٌ قــائـظٌ وكــأن شــمـسَ الـلـيـلِ في إشـراق
لهبٌ يــطـاول قــمة الجــوزاء تــدْ فــعـهُ مــواعـيــــــد مــع الخـــلّاق
يمشي التهشّم في نواحي ملكه كعصاة موسى تـلقف المتبـــاقي
أقسـمت نــار جـهنم مـن دونهــا لـهبـاً وهــولاً فـي مـجـال تـــلاقي
وقف الأذى من دونها مستبشرا والـرحـمـة الـكــبرى صـــريعـة راق
—————–
لا تأسَ فالذؤبان يُـغريــها الأســى و اطعنْ جبينَ الشمس بالمزراق
واحملْ حنيناً في الجوانح مبدعاً و استبقِ لـلميعاد دمـعَ مــآقي…
يا فلسطين
دمشق عام 1947
ألقي أكثرها في محطة الاذاعة بدمشق
أيُّ صــوت يـموج فـي الآبــــــــــــاد رائع الوقـع ثــــائر الإنشـــــــاد
يتعالى ضجيجه الحـــــــــر أهــزوجـــاتِ ركـــب فـي شـــاســع الـبيـد غـــــــادِ
شق صدر الصحـراء يـملؤهـــا اليــو (م) م زئــيـراً مـــــدمـدم الإرعــــاد
تـــائـهــاً ، مـبهمـــاً تـــوضــح في الآ (م) ذان صوتاً يدعو إلى الإلحــاد
كــلنا مـلحـد بـما جـــــاء في سفـــر الأعـــادي عـلى فـــم الأوغــاد
——-
أَلهبي النـذل بالسيـاط، فلسطيـــــــــــــــــنُ، لا تنامي على اعتساف الأعــادي
و اقـــرعي شـــنَّ مــعركــاتٍ تدوّي أبــداً في مسامع الأحـــفــــاد
خــلّدي أنَّ جـندَك الـحـــرّ قــــــــد أُفنى طراً عـلى صعـيد البـــلاد
كـــــان حــقاً من صـلب يعـــرب إلا أنــه اليــوم في جـنون الرشـاد
عــــــربيٌّ جـــــهادُه ، بـــــــــــــدويٌّ بــأسُــه. إن يَـرُمْ يـنـلْ باتقــــاد
طــوّحَ الأمــس بــالعروش إذا بالأ (م) رض خـنعى لـعـزة الـمرتــــاد
و رمــى الأمــس بالملــوك تهــاوى تحت نعلَيْ قـوّادِهِ والجيــــاد
كــلهّم خـــالدٌ إذا اهتدــف الفتـح مشى بـالجنــود مـن كـــل واد
خـلفـه المـجـر يــزحـفون كـما يـز (م) حف سيل من أسفح الأطواد
مــلكــوا المـشـرقيـن إلا قــليــــــــلا ومشت خيلهم على الأجساد
—–
نادِ للثورة العنيفة إن شمت هـوا (م) نـا أو شمت بـرق اضطهـــــــاد
و ادعُ لـلحـرب والـوغـى واهـتجـار السـلــــــم والسـيفِ والـقنـا والـجهــــــاد
و اهــــدف اليـــوم مـهجـةَ الـظلــــم واطعنـــــــها بـنصلين قـوة واعـتقـــــاد
و اقـسُ عـنفـا ولا تـلـنْ فـمصـير الـــوطـــن الـحـر فـي يــدَي جــــــــــــــــــــلـاّد
و جــديـر بـمن أراد حـيـاة الـحـــــــر أن يـبذل الـنهـى بـذلَ فــــــاد
إن وجــــه الحـريــــة البـكـــــــــــــــــــر لا يسفرُ إلا على يدي شــداد
—–
يــا فــلسـطيـنُ مـــا جــراحـــــــــك إلا صفعــات لـمعشـر مــــــرعاد
قــد أبـــوا غــيـر ظــلمـهـم وأبــينـــــا غـيـر لـيـن وهـــدأة واعـــتـداد
ثـم قــامـــوا يــمــزقـــونــك تـمزيـقــاً بــسكيـن أجــنبي جــمـــــــــــاد
وإذا نـحـن لا نـزال كــما كنـــــــــــــــــا هــــــواة نــرنــو إلــى الأوغـــــاد
يـــا فلسطيــن قـد أضـــاعـــــــوك إلا حســرة مُــــرة بــصدر الـجهـاد
—–
يا فلسطينُ، يا ضحية أطماع الأعا (م) دي وحــرصِنــا والـــرقـــــــــــــــاد
ضيعتك الأحبــاب فـي مـيعة القو (م) ل ونـاموا عن الذئاب العوادي
كـان في كفهم حــديـد وكــان اليــو (م) م فـــي كـفنـــا لســـان اجتهـــاد
فــوضعنـاه مـوضع السـيف إهـما (م) لاً وساروا بالسيف يوم التنادي
اجتمعنـا فـي كـل صـقع وما راموا اجتماعاً إلا على اســتـشــــهاد
فإذا أنتِ بعدها جسد قطع أشلا (م) ء فــي يــــد اســــتــعـبــــــــــــــاد
يـا جبـال اشهدي فـقد خلف العر (م) ب جريحاً يئن فــــوق القتــــــاد
—–
يا فلسطينُ من لأمسـك يحميــه مــن الطمــــــــس إن أتــتـك العــــــوادي
كنتِ مهد العروبة البكر من يـــو (م) م تـبـديـت فــتنـةَ الصيــــــــــاد
و الـنـبـوّات قــد حــضنْتِ فــكنتِ الـدهر مـلقى قـدسيــة الأفراد
كــلمـا أنَّ فـي المـشـارق مجـرو (م) حٌ تــلقًفتــه بـخيــر الضمــــــاد
أو أتـى خــاطيء طريــد شكــوك فـــإذا أنــتِ مــوئـل المرتـــــاد
قـد حملتِ السلام في كنف المصـــــــــــــــلوب حـتى صُـلبتِ مـن أحـفـــــاد
—–
يا فلسطينُ أي جــرح بـجنبيـــك تنزَّى مـن هــوله كــلُّ ضـــادي
قد آن أنْ نـزود بـالفعل لا بالقـو (م) ل ، فالخطب كـــامنٌ في الرمـاد
أين ذاك المغوار عـوّدنا الأمس مـــجيبـــــاً إذا دعــــاه المنـــادي
نــادِهِ اليــوم عـلّ يـزأر أو يــــأتي عـلى مـتـن طــــائـــــر وقــــــــــــاد
إنها السـاعـة الـتي يـقف الـنـاس حـيـارى مـن دونـهـا فـي اربــداد
فثبـي الـوثبـة الـتي نـرتـجيهــــــا نحن منك الحسام يوم الجهاد
تحية الجيش السوري
لَكَ النّــصْــرُ والغَــــارُ بَــلْ والغَدُ ولِلْوَطَــنِ المَجْــــدُ والسّــؤْدَدُ
تَفَـرّدْتَ بـالتّـضْحِيَـاتِ الجُسَامِ فَفِيــكَ البُطُـــولاتُ تَـسْـتَـرشِـدُّ
إِذا سِـرْتَ سَارتْ جُيُوشُ الغُزَاةِ تُطَــهّــرُ مَــا دَنّـسَ الأَوْغَـــــــــدُ
وإِنْ صَـدَحَتْ بالنّشيـدِ الجُنُـودُ سَمِـعْـتَ الـوُجُـودَ لَــهْ يُنْـشِــدُ
هُتَــافَـاتُــه مِـن هُـتـافِ السّمَــاءِ وإِيْمَــــانُـــهُ فيــــكَ لا يُـجْـحَــدُ
وَوَجْـهُــكَ ضَــاحٍ بــأَمْـجَـــــــادِهِ وَوَجْـــــهُ العَـــدوِّبِهَــــا أَسْـوَدُ
إِذا جَـمَـحَ الظّـلْـمُ أَدّبْـتَــــــــــــهُ وإِمّـــــا تَنَمّـــرَ تَـسْـتَـــــأسِــــــــدُ
عَـلَـوْتَ علـى كُـلّ طَـاغٍ طَـغَــى وألـجَـمْـتَ فَــــاهُ فَمَــا يُــــزْبِــدُ
وَسَطّرْتَ في صُحُفِ الخاَلدينَ سُـطُـوراً.. دِمـــاك لَهَـــا واليَـــدُ
وَفِيـكَ فِلَسْـطِينُ تَـرْجُو الرّجَــاءَ فَخَلْفَ خُطَاكَ العِدَى تَسْجُدُ
فَسِــرْ للخُـلُـودِ .. فـإِنّـا فِـــــدَاكَ لَـكَ النّصْـرُ والغَـــارُ والـسّــؤْدَدُ
مشمار
مشمار وهو اسم بلدة في فلسطين تقع بين مدينة “جنين “ومدينة ” حيفا”. وقد شنت عليها القوات العربية بقيادة فوزي القاوقجي هجوماً كبيراً
في نيسان من عام 1948م، كاد بحسب الروايات، أن يكتسح البلدة ويدمرها ويأتي على من فيها، لكن الهدنة التي عقدت بين الطرفين لأربع وعشرين ساعة مكنت أن تمد البلدة بالعون والمدد مما حال دون دمارها . واسم البلدة العبري يعني بالعربية حامي المرعى .
تاريخ المعركة مؤشر على أن القصيدة نظمت ، على الأغلب ، بعد نيسان عام 1948م.
أيّ آتٍ عـبــــــــــــــــــــقري نــتـمـنــى زيــنـتـه صــــورٌ مـعنى ومـــبنى
خـلـع الحــــسنُ عـــليـــهــا وشـيَـــهُ وحـباهــا السـحـرَ إيـحاءً وفـــنّا
قَــبَسَ الأضــواء مــن أمـــجـادهـــا وسـقاهـا الـروحَ تـعبيراً ولــــونا
وأدار الـقــــــول فـي أفــــواهــــــهـا فـهي لا تـنطق إلاّ المجد لحنا
كــلّمـا مـــرَّ بـهـا المــــاضـي روتْ وتـغنـت بـــالذي فيــــه يُـــغنّـى
نـحـن لــــولا الأمـس لم نبنِ غـداً يخضع الدهرُ لــه شـيخاً و ابـنا
حاجة الأقوام للـذكـــرى غــــدت عِـبَراً يُـهدى بـها الفـرد و يُعنى
وعــلى الحـــــاضـــر أو أشـــلائـــــه تـرتقي الأمـــــةُ أو تـبلى و تـفنى
فـخــذوا الـعبـرةَ مــن واقـعنــــــا ثم سـيروا نــهدم الأسّ المعنّى
مــــا لنــا إلاّ اتحـــــــــــــــادٌ فــــــإذا فـشـل اليـوم ففي الآخـر يُــبـنَى
كــلمـا انـقضَّ جـــدارٌ واهـــــــــنٌ رفــــع الإخـــلاصُ جـدراناً وركـنا
مـــثـلُ الـبـيـت هـــــوتْ أَركـــانُــــه وتـبقّى الأسُّ في القـوةِ حصنا
كـــبقـايـــــا مــؤمـــنٍ إن تــدعُـــــه ساعةَ الرجفة لم يعــدم مجنّـا
فــلـه مــــن ديـنـــــــه مُــعْتَصَــــمٌ كــان يـوم الـرّوعِ والدعوة عـونا
—–
ذكــريـاتٌ .. نـحنُ مـن أبعاضها وثـب المـجـدُ إلـيهـا فـارجـحنّـــا
لـم تـكن مــؤمنةً فـي غــــــدهـا كان فيها جـانبٌ يـنـبـض جُــبنــــا
خــــذلـتـــــه رعـــــــدةٌ خــــوّانــةٌ ومــن الـخـذلان مــا هـدّم كــونـا
مــا عـليـه لــو تــعاطى كـــأسـنا دون زيْـف مـــا عـليــه لــــو تــــأنّى
حَـسْبُ الظـالـمِ غُــنْماً أن يُـرى في رعـيل الهـون ســبّاقــاً مِـفَنّـــــا
بـطلٌ !.. يــبني عـلى أجــداثـــنا مـجدَه الـواهي و يضوينا لـيـغنى
خــسىء المـجدُ ! فـمن آيــاته رفـعةُ الأخــلاق ! لا هـانت و هُـــنّا
—–
ســائلوا “مـشمار” عن أبطالنا كيف كـان الجيش فـيها مـــطمئنّا
كــلما أظـمأه الهـــولُ اسـتـقى مــن دم الأعـــداء حـيناً فـــارتوينـا
كــلُّ ثــغرٍ كــــان منــه ثـــغـرَه فـــإذا ســـار .. ففي الإقــــدام كــنّـا
أو تــوالى نَــفَسٌ فـي صـــــدرهِ هــــاج في أصـــدارنا لــحنــاً فَـلَحنا
قـد شـربنـا من يديه فـاشتفى وسـقانـا المـجدَ صـرفاً فـــاشـتفينا
كـلُّ صـدر فيـــه قـلبـان قُــــدّا في ركــاب الجيش والآخر مــضنى
إن يَجِبْ ذيّـــاك يـرعش تِــرْبُـه أو يـــــرفـــرف فـي حـنايـاه جُــــننّــا
لا عدمنا الجـيش يحمي أمةً صـدقتْ دعواً ! فكان الجيش منّــا
—–
ربّ ذكــرى نحتفي اليـوم بها ونــرى في غــدها المـشرق حُـسْنا
كـلّ ضـدٍ مـنتضى مـن ضــدهِ ومــــن الإحـسان أن نُـؤذى لـــنُبنَى
مــا رأيـنـا كـــــامــلاً إلاّ الــــذي فَـطر الأرض عـلى النـقصان مــبنى
إن يـكـن أخـفق مــاضينا فـلا عـــدم العـرب غــداً يـطفح أمـــنـا
ولـهم جامعةٌ مـن وحـيـهم إن تــردّتْ فـــسـلـوهــا كــيف كــنّـا
لـم نـكـن مـنها وكانت طفلةً فـادعموها إن لـم تـكن تـقوَ ركنــا
كــل عـضو عـــاجزٌ مــنـفـرداً فاجمعوا الأمر لنمحو اليأس عنّا
كــيف تـغفو أمــــة يـــرأسُها يَـقِظٌ مـــا نــــام عنها يوم نمنـا ؟ !
أصنام
عربد اليوم يا ضمير فلم يبقَ بهذي الأصدار إلاّ بقيّــــــة
و دمـاء الحياة أقدس من أن تتسقّـاه تلـكـم الهمجيـــــــــة
أنا أخشى إذا تمادى اصطبار أن نُواري أهدافنا السرمديـــــة
فاطوِ في جنبك التـأوّه و اخنقـه إذا اشتطّ في شراء الدنيّـــــــة
ضلّت النفس فاستكانت ولكن صفعتهـا حقيــقة العبقريــــــــة
إنها ترغب الوثوب إلى الآفــاق طلقـى من حمـأة الوثنيــــــــة
حطّم اليوم بالقنا صنم الأمس .. وقوّض هياكل الرجعيــــــة
واقتلع معولاً من المقلع المهجور و انبش به ثرى الأبديـــــــة
و انتزع جثّـة التحرّر و اركزهـــا مثالا عسى تثيـر الحميـــــــــة
و اركـز اليوم قربهـا القلـمَ الحرَّ و دافـع حتى تخرّ ضحيـــــة …
*****
يا قعيد النفوس يا صنم الأمس ويا وصمة بوجه فتانـا
هــم أرادوك أن تعيـش و شئناك حطاماً نبنـي عليـه بنـانــــا
أنت منهــم إلههـم غير أنّا قد حطّمنا أصنامنا بـرؤانـــا
ولنـا – لا لهـم – غـدٌ مشـرق الأضـواء نسقيــه من رعيف دمـانــــا
كلّمــــا عيّ و اسـتـكــان دفعنـــا في شـرايين جسمه العنفوانــــــا
وبعثنــا علـى ممــرّ الليـــالـــــي حيــــــوات و عــــــزة و افتنــــانـــــــا
هــو منّـا فـروحُــه مـن تفــانـيـنــا و لألاؤه ســنـــا مــن ضيـــانــــــــا
لا يـعـشْ ليـلُنــا إذا كــان ممتدّاً ولا كـان مظلماً دنيــانــا
ســنضـيء الـوجــود بالفـكـــر حتى ننـطـفـي فــاعليّــــة ولســانــــا
نحن “مشعال” هذه الأرض لن نرضى بأمس يقودنـا لِفَنـانـا …
*****
ضـلّ عـهـد التـمـجيد لا مجد إلاّ لأبـيّ مفكّـــر و ابـن ثــــورة
ولـدتْــهُ مجنّح الفكر مـوهـوبـا عليـه سـيمـاء نبـــل و نظــــــرة
نذر الأمـس روحه و دنى النفـس لحبّ مـقدّس و لـفـكـــــرة
فهو يطـوي أيــامه و ليـاليه ليُبقي بصفحـــة الخلــــد ســطرة
و هـو إن شاء فالطبيعة مغناه وإن شـاء كانت النفس خدرة
لـيس في أمسه بـكـاءٌ و لا في يـومــه مـأتمٌ و لا الغـد حســرة
فـي شـرايينـه احتـقـان عـصورٍ .. و بـأحنـائـه اندفـاعـات جمـــرة
خطـوات يسـيــرهــا وهــو محـموم ليرقى مراقيَ المجد طفــرة
و هـو راقٍ ولـو تمـرّد مـغنــاه و بــــاقٍ ولو تـوسّـد قــبـرة
إنمــا المـوت والفنــاء لغيـر الفـكـر فـالفكر قـد تـلقّف حـشــرة
*****
إنمــا تُبـعـث المـوات .. ومـا كنــا مـواتـاً ولـن نـكـون فـدعـنـي
إنمــا الواقــع المـريـض احتـوانـي و بعـدواه قـد تخلخل كـوني
فـعــلـى جـبـهـتـي تــرابٌ و فـي جنبيّ خزيٌ و للمذلـة عينـي
هكـذا شـيء لـن أكـــون و لـولا أنـنــي ابـن حــــرة لـم يـضـمـنـــي
كــل يـوم لـي الدمــوع غــزاراً أحـرقتْ كـلّ رفـعـة مـلء جفنــي
أيها المجد إن تكن في المخازي لم أكن منك أو تكن أنت مني
قد قرعنا شنّ البطولة فانهض ، يئس اليأس من فتى مطمئنّ
لسـتُ أرضـى لك الهـوان لبـاســا فتكــفّن يـا مجــد بي ثم صُنّــي
فلنـــا أن نعيــش إمــا كبـــاراً أو صغــاراً في غير أرض التدنّي
قد تجنّى أخو المذلة فامسـح برعيف الدمـاء ذاك التجنـي …
في بلادي
1955/3/15
في بلادي
في بلاد الكبرياء
حيث يحيا الأقوياء
ويعيشون الدهر، حياة الأنبياء
وينامون على حلم وأمجاد وضاء
حيث لا جبن، ولا ضَعْف، ولا دنيا رخاء …
كلهم ذاك ” الهلالي”
عندما يدعوهمو داعي الرجال
فتراهم زاهدين
يطلبون الموت مرفوعي الجبين …
و ” أخو الخمرة ” مزهوٌّ بكأس وحشيش
في دياجير حوانيت ، تموت وتعيش …
في خيالات مواخير “أجيره”
ينقضي عمرٌ وتفنى أمة أضحت خميره …
حيث يزني كل زان
لا يرى في فعله أي هوان …
في بلادي
في بلاد الكبرياء
حيث يحيا الأقوياء
لن ترى فينا امرأً أودى الحياء
في مواخير النساء
وتغنى بغناء الشعراء …
في بلادي
وطن النور، وأرض الأولياء
مسرح التاريخ، يعتز بأبطال اللقاء
بلد الحكمة، والنخوة، دوماً، والإباء
بلد الأرض التي ضمت مفاهيم السماء
كم ترى فيها قبور الأولياء
حيث تهتزُّ على جدرانها أيدي النساء…
أمهاتي تلك، جادتْ برجال أقوياء
ليس فيهم جُبناء أدعياء
رُعَناء
ماضغو اللذة في كهف البغاء
إنما هم يمضغون
خمرة لم يعتصرها عاصر
فهمو في طهرهم يستمتعون
لم يدنّسهم غرامٌ فاجر
واتّجارٌ بفتات (العِرْض) .. فالعِرْض مصون …
في بلادي
في بلاد الأوفياء
حيث لا حافٍ، ولا عارٍ، ولا مرضى وفاء…
حيث يحيا وطني في عزةٍ تأبى الرياء
ويرى الأرض، مع العز، سماء
ويرى الجنة، في الذل، شقاء…
هذه الأمة لم تنجب رجالا ضعفاء
يعشقون الخمر والأفيون في حضن النساء
بل أراها أنجبت من كل زوجين سواء:
فرجال للوغى والكبرياء
ثم أشباه رجال لمواخير البغاء
قد أجادوا صنعة القول فسمّوا: شعراء …
في ثورة الجزائر الحمراء
1954/11/8
لـــمـــن تـــشـــكـــو وفي الآذان وقـــــرُ ومَنْ ترجو وقلب الناس صخرُ
تــــــراءى اليـــــأس في الآفـــــاق حـتى تــلامحَ خلف هذا اليـأس كُفْرُ
أأعـــرى والطــبـيـعـــةُ تـحـت كــــفـي وأظـمأ والسـمــاءُ لنـــــا تــــدرُّ
وأبـكـي والحيـــــــاة تــنـــوءُ رغَـــــــداً وأضحكُ والطريقُ كسـاه فقـرُ
على كل الشِـعابِ رفــــيــفُ بــــــؤسٍ وفي كــل الـدروب يـلــوح شــرُّ
أتُــــغـــلَـــقُ كــــلُّ أبـــوابِ الأمــــاني ولا يـبـقى لنــــا حتى المـفـرُّ ؟
—
لـمـن تـشـــكـو وحـــولك كـــــلُّ ذئبٍ خبيث النفسِ ليس لديه خيرُ
لـقد بـــــاع الضــمـير، فــثـمَّ شـــطـرٌ لـدنيـــاه، و لــلـشـيـطان شطرُ
إذا عـــصـفـــت خـــــــلائــقــه عليـــــه بـــدا لـك أنــــه نــــابٌ و ظـفْـرُ
عـليــــه مـن ثـيـــاب الـغــــــدر خـــــــزٌّ وحـشـوُ ثـيـابـــهِ لـــؤمٌ وغـدرُ
تــبــارى في الـتـنـاقض كــــالبــغــايــــــا وقارٌ خلفَه في النفس عهـــرُ
إذا هـتـكـتَ ســــــتـاراً مـــــن حيـــــــــاءٍ بدا تحت الحيــاء لهنَّ سِـترُ
فرنـســـا، ويح مــــن أســمـــــاكِ أمــــا تلطخَ وجهها واحـمـرَّ ثــغرُ
أيُـحقـن مـن دم الـجـبـنــــــاء قــطْـــرٌ ويجري مـن دمِ الأحرارِ نـهـرُ
ســلي التــــاريـخ يـنـطـقْ أنَّ مـجــداً يـقـومُ عـلى المذابحِ ، لا يَقرُّ
فــــلـلأرواح جـنـدٌ، لــــســتَ تــــــدري إذا التحم الخصامُ، متى تكِرُّ
ومــــــا لــلبـــــاطــل الخَـــذْلانِ نــصْـرٌ وفي مسرى الدُنى للحقِ نصْرُ
—-
لـمَـنْ تـشــــكــو وفي الدنـيـــــا زئــيـرٌ يـصمُّ مسامعَ الأقــوامِ، نُكرُ
ففي إيـــــــران مــجـزرةٌ أطــــــاحـت بـأبطالٍ وفي (الحـمراءِ) نحــرُ
وفي الـدنيــــا ضــــرامٌ خـلفَ سِــــترٍ يـجـاذب هـتـكَـه مـدٌّ و جَــزْرُ
لـمن تـــشكو وقـــد عصفت ريـــاحٌ أطـاحت بالمحبة وهي سـؤرُ
فــــدعْ عــنك التــوســل لـلأفـــاعـي فما في الأرقم المسـموم بِــرُّ
وحرِض مــا استطعت وقلْ سلامٌ على الأخــلاق فـالأخــلاقُ شرُّ
لقـد رُفـعَ الحـجابُ فـلـستَ تلقى سوى شـرٍّ عـلى الدنـيـا يــمــرُّ
أراد الظـــالـمون لنــــــــا عــــــــدوَاً فــكـان بـدارنـــا يــحميـه ذُعـــرُ
وســـــوف نــذيقـه مُـــهلاً ونـــــاراً فــلـيـس يـــضمُــه بـرٌّ وبـحـــرُ
اذا كان (الســلامُ) ســـلامَ عَـسْفٍ فـقد أودى الســـلامُ وما يجـرُّ
جيشنا
كتب شعره: زهير ميرزا
وضع موسيقاه: الملازم الأول حلمي أربللي
سجلته وأذاعته: دار الإذاعة اللاسلكية للجمهورية السورية
أهتف اليوم بهتافات الجنود والبنـود
وأصدح اليوم بمدوّي النشيد والرعود
وأرفع الجيش، فمن آياته حَطْمُ القيود !
ــــ
في فلسطين رأيناه تعالى وتـعالى
وتساقى الدم .. لا ماء زلالا أو حـلالا
مَنْ رأى الآساد في يوم التنادي والوعود؟!
ــــ
صفع الأعداء بالقلب القويّ والــدويّ
وسقاهم كأس موتٍ أبديّ سرمديّ
وسيسقيهم ـــــــ إلى أن يخرجوا ــــــــ ذلَّ العبيد !
ـــــ
جيشُنا جيشُ الخلاص المفتدى لن يهمدا
وبه نزداد عزاً أمجدا كي نخلدا
نحن نفديه شباباً وشيوخاً بالوليدِ والطريفِ والتليدِ !
تاريخ المجد!
1952/6/7
اكتبوا تاريخنا سطراً فسطرا واملأوا صفحاتِهِ مجداً ونصرا
واسألوه عن مواضي العربِ
كيف كنا في الورى نبدعُ عصرا
ويصونُ المجدَ جبارٌ أبي !
ـــــ
سَكِرَ الدهرُ بماضينا المجيدِ ورآنــا فـتـيـةَ المجـدِ التـــليـد
وروى عنّا الأساطير الطوالا
من بطولاتٍ على ثغرِ الوجودِ
ننثرُ المجدَ يميناً وشمالا..
ـــــ
نحن فتيانُ الحِمى، أُسْدُ البلادِ نكتبُ المجدَ بأقلام الجهادِ
كلَما مدَّ لنا التاريخُ كفّا
وسقانا من سُلافاتِ البوادي
رجَعَ الدهرُ صدى الأصواتِ قصفا
اكتبوا أمجادنا
مجلة الرسالة/العدد 1017/تاريخ 29-12-1952
الرابط