ملعب الفجر
الليل
صحراء
لـبنـان
أحلام الرمال
الربيع
حمقاء
ذليل
عانس
غانية
حـــائــــــر
الإنسان
بغي
الربيع
أحلام الرمال
هذا الجمـــال على بساط الرمــال
يقول عندي الخيـال
الحبُّ في الرمل غنّى يروي الأساطير عنا
و الذكريات الغوالـي تعيـشُ فينــا ومنـــا
********
و في الصبـــاحْ على أغاني المِــلَاحْ
أتـى الهــوى ثـم راحْ
المجد في الرمل يشدو يحكي لنـا ما أعدّوا
في تدمــر ذكريــات أمجادُهــا لا تُعَـــــدُّ
********
و في المساءْ على فراق الضيـــــــاءْ
نلهـو بهذا الغنَـــاءْ
أين الحبيبُ الجميلُ إليـه قلبي يميــــلُ
و الأمسيات العذارى تضمّنـــا وتقـولُ
هذا الجمال على بساط الرمال حتى ينام الخيـال
لـبنـان
يـا حـبيـبـي! هــذه دنيـاكمـو أجمـلُ دنيـا
تتــســاوى عنـدهــا يـقظــة قلبـينـا ورؤيــا
ويـهـز العــدم الغــافـي عــلى أعـتــابـــها
حــيـث تــســري فيــه روح ثـم يحيــــــــــا
لا تعـــــللني بجـنّـــــات وحُـــــور ضَعفَ الشـبـه للبنــان النـضيــــــر
فامـلأ الأقداح من أنسـامـه
واسقني في الورد من أيامه
أرشفُ الأكؤسَ من فيه بطرفي فأحس الفيض يسري في ضميري
يا حبيبي! هذه جنتك الحلوة بالحب تناغم
أنت منـها اليـــوم حــواء، وإنـي منـهـا آدم!!
****
أرضُــــهُ وردٌ، وأزهـــار رقيـقــات حِـســانُ
وسماه خـدّ عــذراء لــهــا الســحر لسان
وبيــــاض الصـبـح فيــه زنبــقٌ تـــاه دلالا
وليــــاليــــه غـرام، وهيــــــــام، وافـتتـــان
كيفما قَلّبْتُ طرفي لم أجد إلا الجمالا
رَشَقَتْــــهُ كَـــفُّ فنـــانٍ لهُ الدنيـا مكان!
لا تعذبني بما كان وكانوا فلقد جُنّ بلبنان الزمان
يــا حبيبي! لغـة الخـلـد أغـاريـدك فــاصـدح!
أنت فيه العندليب الحلو، واللحن المجنح!
يــا حبيبي! سـر بنــا نخـطـر في سـاح جنـانـه
فـهنــا الخـمـرة معصـور جمــالات حسـانـه
و هنــا الشـفق الزاهــي خضـــاب مـن بنــانــه
و أنا السـكران مـن خـمـر و أنســـــام بيـــانــه !
كل ما فيه من جمال و دلال أنت منه الحبّ والصفو الحلالُ
هوذا الليل تولّى و انقضى فإذا الأمس و ما فيه مضى
فـاشـرب الأحـلام من عيـنـي أقـداحـاً و صِـلْني بالـرضـا
يــا حبيبي لك في جنـبي ذكرى مـن نعيـــم
كلّما مرّ بها العهد تغنّت في صميمي …
****
يا حبيبي . سر بنا نخطر في ساح جنانـه
فهنـا الخمرة معصور جمـالات حسـانـه
وهناك الشـفق الزاهي خضاب من بنانـه
وأنا السـكــران مـن خمـر وأنســام بيانـه!
كل ما فيه من جمال ودلال أنت منه الحب والصفو الحلالُ
هو ذا الليل تولى وانقضى فإذا الأمس وما فيه مضى
فاشـرب الأحلام من عيني أقداحـاً وصلني بـ ……….. الرضى
وأعني نقطع الأيام صفوا فيـغـذيهــا هـوانـا والخـيـــــــال
يـا حبيبي . لك في جنبي ذكـرى من نعيــم
كلما مر بها العهـ ….. د تغنت في صميمي
صحراء
مجلة الرسالة/العدد 1017/تاريخ 29-12-1952
زهير ميرزا 1948/1/20
صحراءُ ! … يا للغيهب المُغْربِ سرابُـــــه أنفـــاسُ حــسٍّ أبـــي
مجـــدولـةٌ أشعـــارُه مـن دُجى يـلفّـهــــا أنمُــــلُ فـجــــرٍ خبـــي
ففي مطاويها ارتعاشُ الضّحى وفي رُؤاهــا شُـعـلـةُ المُـذْهَـبِ
مــرَّ عـلـى بيــدائــهــا شــــاعــرٌ منطفىءُ العينين ..و المطلـبِ
فـــرنّمـتْ قـيـثــــارُه مـوهـنـــــــاً و طافَ بالكأسِ و لمْ يشربِ !!!
فـــردّدتْ صــحــراؤه بُـحّــــــــةً مصنوعــةً مـن نـغــــمٍ أجـنـبـي
لـم تـعـرفِ الـوفــاءَ في أمّـهــــا فـهـالـهــا دَفْــقُ أمــانـي صبـــي
منـغـومـــةٌ أقــوالُــه بـالأســـى و مُشْـرَبٌ لحنُ الأسى الطيـِّبِ
مَـنْ ذا أبــوه ؟ ..مــن تُرى أمُـهُ ما دينُــــه الأبـعـدُ في الأقـــربِ
يعيشُ في المجهول يحتاطُه و ينثنــــي ظمــــــآنَ ؛ لـم ينهبِ
ظمآنُ ! كالصّحراءِ ! ما ماؤها إلا سـراباً ! ..ليسَ يروي النّـبـي !
الليـــل
دمشق في 2/ كانون الأول /1945
أرسلت إلى مجلة الرسالة بمصر (الأستاذ الزيات)
الإثنين مساء 1951/7/16
الليــــل حلـمٌ ساهــرٌ في كفّـــه مـزاهـــــــرُ
و في رؤاه أمــــــــــــلٌ غافٍ و طيفٌ ساخرُ
و في النجوم رعشةٌ و في السماء سـامرُ
و في الوجود نشوة الســـــــــــــــــــــــكونِ لا تجـاهر
و في مطــاوي صـدري المســــــــــكين قــلبٌ طـائـرُ
في قفصٍ من أمـلٍ تحرســــهُ الحرائــــرُ
عيونهنَّ في فمي و في جنوني الناظرُ
ينَمْنَ في جوانحي و الجنح مني ساهرُ
من أنت يا ليل و من أنـــا ؟ فكلانــا شاعـرُ
غنيتَ بالصمت و ما غنى فـؤادي العـاثـرُ
يا ليل أنت اليوم مثـــــــــــــــــــــــــــــــلي غيـر أني حائرُ
مـات النهـــار في فمـــي و نـــام عـني الغــــــــادر
و لفّنـي الظلام و الصمـــــــــــــــــــت الـــــذي أحــــاذر
و سرْتُ في ليلٍ مخيـــــــــــــــــــــــــــف ليس فيـه سائرُ
أشكو و في الشكوى دمـو عـــي لا تنـــي تبــادر
و أســكــب الحســــرة مــن نفسٍ إبـــاها جــائـر
أندب الأمس و في الــــــــــــــــــأمس وجودي حاضـر
لم أسكب الدمـع سدى فـمنك دمـعي الثائر
من بعدك الصبح ومن بعدي صداي الســاحر
مــن أنت يا ليــــل ومــن أنــــا ؟ كلانـــا عــابـــر
ملعب الفجـر
الفجر الراقص من نغم نشر الأنـوار على العـدم
و الضوء يضاحك دنيانـا و يراكضهــا نحـو القـمم
و الراعـي ينفخ مزمـارا
و الشدو يناغي أطيارا
و حبيـبـي مني لـم ينــم يا فجر ارحمه و ابتسـم
———–
الشمس أطلّت من بُعد فاحمـرّت صفحـات الخـدّ
و تنـاثـرت الأضـواء علـى أحضان الرّوض؛ على الورد
فالزهر النائـم يبتـسم
والساهر يطويه الألم
و حبيبي يحتال على السّهد و أنا يا شمس هنا وحدي
———–
الليــل لنـا و الفجـر لنـــا و الحُبُّ أغـاريـدٌ و مُنـى
و العمر صباح مبتسم نطويـه صفـا حلوا و غنـا
و البـلبـل للدنيـا غنّى
سرق الألحان له منا
و حبيبي قد عاف الوسنا لنرى الدنيـا زمنا زمنـا…
الإنسان
حائر
مجلة الرسالة/العدد 1017/تاريخ 29-12-1952
زئبقي الخُطَى تهادى على الشوك مـريـضـاً، يـجرُّ ذيـل كآبــهْ
مســلمــــاً رأســه لإطـراقــةِ اليــأس يُـشـاكي أبعاضَـه ما أصابَـهْ
لـو تـأنّقـت في اصــطنــاع أســــاهُ كنتَ إياه غير صرْف الغرابهْ
هــــو إمّــــا مـستـأنـسٌ أو غـريـبٌ بين هـذين لم يجدْ أحبابهْ
فـغريـبٌ بـزيّـــهِ أشـعـث الشّـعْـرِ غــريــبٌ بنـفـسـه الجـوّابَــهْ
فتى اليـوم منـذ أدبـرت الظلمـةُ يطـوي مـن الوجـود عبابَـهْ
وتعاطى سـلافةَ الوهم والحيرةِ فـي كـــأسِ رغــبـــةٍ وثّـــابــــهْ
طلبتْ منـه أن يُحـبَّ ولـو ظلاً ! فـأعيـا وارتـدَّ يشكو الرتابهْ !!
—–
ياخدينَ اللاشيء! أين ستمضي (م) كـلَّ درب تـودّهُ .. سُـدَّ بـابَهْ
إنتَ وهمٌ، بل أنت معجزة المجهولِ تنـفـــكُّ تـســتــشـفُّ رحـابــهْ
غانية
…. وتعرّت … كأنما بزغ البدر … وأبدتْ محاسناً مبذولهْ
ثم ألقتْ بِفُضْلَةِ الثوبِ .. وانسلّتْ بخصلاتِ شَعْرِها المَجْدولهْ
وتلوّت… تميس بالقامة الهيفاء … ما البان ؟ ما الُخُطى المغزولَهْ ؟
واستقرتْ على السرير … بقايا شهوة عربدتْ بصدر خليلهْ
أومأت كفّها الرقيقةُ : أنْ قُمْ ! ونادت جفونها المعلولهْ
يا حبيبي هاتِ اسقني خمرةَ الشهوة واعصر شفاهي المعسولهْ
واسكب الرجْسَ في دمي … فقد اعتاد قديماً أن يرتوي بالرذيلهْ
—–
أشفقَ الضوءُ .. من تخاذلِ حواء فألقى على المفاتن نُورَه
وتَمشّى يَخَضُبُ النهدَ القاني ويُلقي عن بعضه ديجُورَه
عانس
تلكم قرعة القدر على قلب كل عانس
وضعت في ارواد 1949/3/30
أرسلت لمجلة الرسالة صباح الجمعة 1949/4/8
ونشرت في مجلة الآداب – العدد: 1 – تاريخ :1 يناير 1955 صفحة (104)
الرابط
(حوار شعري في مشهد واحد )
(هي وأمها في كوخ مهجور وسط عاصفة هوجاء)
هي – أماهُ !..
الأم – ما تبغينَ ؟
هي – أسمعُ صوتَهُ …
الأم – . منْ يا ابنتي؟
هي – أُماهُ أقْبَلَ …
الأم – منْ تُرى ؟؟
هي – أمّاهُ واعَدَني المَجيءَ .. وهذهِ خُطُواتُه في مَسْمَعي مِلءَ النُهى
قومي أطلّي ….
الأم – ما أصابكِ ؟
هي – إنهُ آتٍ ..
الأم – (بضيقٍ) ومن هوَ؟؟
هي – (حالمة) اسمعي همسَ الخُطى
هذا حفيفُ وشاحِهِ ، فكأنّهُ يختالُ سَعياً لي بِبُرْدٍ مُنْتَقى
مُتَدَثِّراً بالشوقِ يملأ عِطْفَهُ فَلَقَدْ أسَرْتُ فؤادَهُ يومَ اللّقَا
وتركتُهُ حَيرانَ ينظرُ في يدي فيرى الهناءَةَ في الأناملِ تُجتلى
الأم : بِنتاهُ .!.. ماذا تهتفين؟؟
هي : ألستِ لي ؟ أولا ترينَ الوجهَ مني قد زَهَا ؟
قد كنتُ قبلَ لقائه مَقْرُورَةً فالبَرْدُ – بَرْدُ الموتِ – في جسمي سَرى
أمي… أُحسُّ الدِّفءَ يسري في دمي لا توقدي ناراً … ففي قلبي لَظى …
الأم – بنتي .. أأنتِ مريضةٌ ؟
هي – منْ قالَ ذا؟
الأم – إني أراكِ اليومَ تَهذينَ سُدى
هي – (هامسة) قبّلتُه …
الأم – هل قلتِ شيئاً ؟
هي – لا … (مستدركة) بلى قد قُلتُ ضاقتْ بي مجالاتُ الشّقا
أماهُ قُومي ازّيني ……… فَلَعَلّهُ يَسْتاءُ إنْ لمْ يَلْقَ منا كلَّ ما ..
أماهُ هاتي جَمّليني .. واسْكُبي ماضي صِباكِ على صِباي المُجْتَبى
وأتِني بثوبِ العرسِ – ثَوبي – وافتحي “حُقَّ” العطورِ وضمِخيني بالشذى
الأم – رباهُ .. ما هذا ؟؟
هي – نعيمٌ هابطٌ
الأم – (لنفسها) لا بلْ هُراءٌ …
هي – بل عناياتُ السما
هيا اسرعي فلقدْ تقارَبَ خَطْوُهُ لا تنظري لي هكذا … ها قَدْ دَنا
(الريح تَصْفِرُ)
أماهُ .. يا ويحي .. أصيخي .. إنهُ .. البابُ يَطرقُ.. فافتحيهِ .. لا .. أنا
بلْ أنتِ قومي .. لستُ أقوى .. إنني سأُزَرِّرُ الثوبَ البهيَّ لهُ هُنا
أمي انظري .. ابقي معي .. وتَلَطَفي لا تترُكينا وَحدنا إمَا أتى …
لا .. بلْ دَعينا .. رُبما في ثَغرِهِ ما أشّْتهي منهُ إذا حلَّ اللقا ..
قومي افتحي ..
الأم – لكني لم أستمعْ
هي (بجنون) ها قدْ تكررَ طَرْقُهُ ..
الأم (بدهشة) هذا صدى ..
هي (صارخةٌ بتوسّل) – لا . لا . فهذهِ كَفّهُ مًبْحُوحةٌ طَرَقاتُها .. فلمَ التواني والوَنى ؟؟
لا تُبطئي .. هيا .. أجيبي .. أسرعي ردِي عليهِ وارحميْ .. حتى متى ؟
لو كنتُ أقوى قمتُ ..
الأم (تتحرك نحو الباب) – لا تتوهمي فالليلُ دَاجٍ ليسَ فيهِ مَنْ سَرى
هي (بإصرارٍ يائسٍ) – لكنهُ آتٍ، وهذا طَرْقُهُ إنَّ الهَوى يَسعى بهِ مهما نأى …
الأم (تعودُ خائبة) يا مُنيتي .. لا تَألمي .. وترفّقي هذا “عويلُ الريحِ” في ذاكَ الفضا ..
هي (تبتدرُ البابَ كالمجنونة)
لا .. لا .. فهذا هو .. وهذا صوتهُ أبداً يُسامرني ويدعوني إلى ..
طالَ انتظاري .. كيفَ لمْ يُقبلْ ومنْ قدْ ردّه عني وألهاهُ سُدى ؟؟
لا بدَّ أنْ يأتي .. ولكن أشتهي أنْ يَسْتَقي ماءَ الصّبا إذْ ما أتى
أماهُ ..ماذا تسمعينَ ؟ ..فليسَ ذا إعْوَالَ ريحٍ .. بَلْ “عُوَيْلَيْنَا مَعا !!!..
ذليــل
لوحة قذرة
لا تســــألوني عـــن جراحـــاتــــه ففي خــطــــاه بعض آيـــاتـــــــهْ
لطَمَــــــهُ على المـــدى لاطـــــم فجــرّر الخسّــــــة في ذاتــــــــــهْ
– – –
يمشي ..وفي مسراه دنيا التياح يرسمـهــــــا في غــــدوةٍ أو رواح
ثقيـلةٌ خطواتـه .. كيفمـــــــــــــا يَمِـلْ تـرَ الذلّــة مــلء الوشـــــاح
مـــا بــاح عمــا نالــــه مـن أذى و كيف يشكـو مـن تـــولّى و راح
نــاداه مــن آفـــاقــه خــــــائفٌ فارتعش الخـوف بجنبَيْ وقـاح
فتشت فيــــه عن جراحٍ فلــم أعثر على جســم يلاقي الجراح
هيـكـلـه ينبئ عـن حــالــــــــــه و جفنه المكســور ذلٌّ صــراح
الوتـــــر المجروح معزوفــــة خالـــــدة أنغامهــا لا تتــــــــاح
و الوتـــر المقطوع لا يرتجى منــــــه أنيـنٌ أو عميقُ النـــواح
قد هدم المخلوق أن الورى يحتقـــــر الــــــذلَّ و لــوحاتِـــهْ
و في عروق المرء أسـطـورةٌ تقـول هــــذا الــذلّ من هاتـــــهْ